دراسة: إمكانية استخدام تقنية الحوسبة السحابية في التعليم الإلكتروني في جامعة القصيم
تأليف: د. إيناس محمد إبراهيم الشيتى
في ظل التحول المتسارع نحو الرقمنة، خاصة في مجال التعليم، برزت إمكانية استخدام تقنية الحوسبة السحابية في التعليم الإلكتروني في جامعة القصيم كحل مبتكر وواعد لمواجهة التحديات التي تعاني منها المؤسسات الأكاديمية مثل ارتفاع التكاليف، ومحدودية البنية التحتية، وصعوبة الوصول إلى المصادر التعليمية، الدراسة التي أجرتها الدكتورة إيناس الشيتى تناولت هذا الموضوع بدقة، وطرحت نموذجاً عملياً لتطبيق التقنية في بيئة تعليمية واقعية.
أهمية الدراسة ومشكلتها
انطلقت الدراسة من ملاحظة وجود ضعف في مهارات التعلم الذاتي لدى طالبات كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، وناقشت إمكانية استخدام تقنية الحوسبة السحابية في التعليم الإلكتروني في جامعة القصيم كوسيلة لحل هذه الإشكالية، وطرحت الباحثة عدة تساؤلات حول مدى تأثير هذه التقنية في تحسين قدرات الطالبات وتعزيز مهاراتهن، لا سيما في بيئة تعليمية تعاني من التكدس وضعف التواصل.
أهداف البحث وتوجهاته
ركزت أهداف الدراسة على اختبار إمكانية استخدام تقنية الحوسبة السحابية في التعليم الإلكتروني في جامعة القصيم لتنمية مهارات التعلم الذاتي، وتعزيز روح التعاون والمشاركة بين الطالبات، إضافة إلى إزالة الحواجز النفسية والتقنية التي تحول دون التفاعل مع التعليم الإلكتروني، كما سعت إلى مواءمة التجربة مع الاتجاهات الحديثة في التعليم الجامعي.
منهجية الدراسة وعينة البحث
اتبعت الدراسة المنهج التجريبي، حيث تم اختيار عينة مكونة من 30 طالبة من قسم الدراسات الإسلامية، وتم تطبيق مقرر "مقدمة في الحاسب الآلي" باستخدام تقنيات الحوسبة السحابية عبر منصة Microsoft Live@Edu، بهدف قياس إمكانية استخدام تقنية الحوسبة السحابية في التعليم الإلكتروني في جامعة القصيم عملياً، تم قياس الأداء قبل وبعد التجربة باستخدام استبيانات محكمة.
فوائد الحوسبة السحابية في البيئة الجامعية
أظهرت النتائج أن إمكانية استخدام تقنية الحوسبة السحابية في التعليم الإلكتروني في جامعة القصيم تؤدي إلى فوائد عديدة، من بينها سهولة الوصول للمحتوى، وتقليل التكاليف، وتوفير بيئة تعليمية تفاعلية، كما تتيح التقنية التعاون بين الطالبات، ومشاركة الملفات، وإجراء اختبارات وتمارين تفاعلية في الوقت الحقيقي، ما ساهم في رفع كفاءة التعلم وتحسين النتائج.
معوقات تطبيق الحوسبة السحابية
رغم مزاياها، تواجه إمكانية استخدام تقنية الحوسبة السحابية في التعليم الإلكتروني في جامعة القصيم بعض المعوقات، منها ضعف الاتصال بالإنترنت، ومخاوف تتعلق بأمن المعلومات وحقوق الملكية الفكرية، إضافة إلى التبعية التكنولوجية لمزودي الخدمات، قد أوصت الباحثة بضرورة وضع سياسات تنظيمية وتشريعية لمعالجة هذه التحديات.
مقارنة بين تطبيقات جوجل ومايكروسوفت
قدمت الدراسة مقارنة عملية بين خدمات Google Apps وMicrosoft Live@Edu، وخلصت إلى أن الأخيرة تتفوق في إمكانية استخدام تقنية الحوسبة السحابية في التعليم الإلكتروني في جامعة القصيم، خاصة من حيث التخزين، والبريد الإلكتروني، والأمان، واعتمدت الدراسة على Microsoft Live@Edu كمنصة تعليمية لإجراء التجربة الميدانية.
أنواع خدمات الحوسبة السحابية
في الكتاب، تم توضيح أن إمكانية استخدام تقنية الحوسبة السحابية في التعليم الإلكتروني في جامعة القصيم تعتمد بشكل كبير على فهم طبيعة الخدمات السحابية، والتي تنقسم إلى ثلاث أنواع رئيسية، تُختصر غالباً بثلاثة حروف: IaaS وPaaS وSaaS.
- البنية التحتية كخدمة – IaaS
وتُسمى بالإنجليزية: Infrastructure as a Service
هذه الخدمة تعني أن المؤسسة لا تحتاج لشراء أجهزة خوادم (سيرفرات) أو معدات تخزين، بل تستأجرها من مزوّد خدمة سحابية مثل أمازون أو مايكروسوفت.
في سياق إمكانية استخدام تقنية الحوسبة السحابية في التعليم الإلكتروني في جامعة القصيم، فإن هذه الخدمة تسمح للجامعة بتشغيل أنظمة متقدمة بدون شراء معدات مكلفة، مثل قواعد البيانات أو أنظمة الحماية.
مثال:
طالبة في القصيم تحتاج إلى استخدام برنامج ضخم لمشروعها، فيتم استضافة هذا البرنامج على خادم افتراضي في السحابة ويمكنها الوصول له من أي مكان.
- المنصة كخدمة – PaaS
وتُسمى بالإنجليزية: Platform as a Service
هذه الخدمة موجهة أكثر للمطورين والباحثين. بدلاً من أن يقوم المطور بتركيب أدوات التطوير على جهازه، توفر له السحابة بيئة متكاملة للتطوير والاختبار.
وفي إمكانية استخدام تقنية الحوسبة السحابية في التعليم الإلكتروني في جامعة القصيم، تستخدم هذه الخدمة في تطوير تطبيقات تعليمية أو أدوات تفاعلية يستخدمها الطلاب والمدرسون.
مثال:
مطور في الجامعة ينشئ تطبيق ويب يساعد في تصحيح الواجبات آلياً، لا يحتاج لجهاز قوي، فقط يدخل منصة سحابية ويبدأ العمل.
- البرمجيات كخدمة – SaaS
وتُسمى بالإنجليزية: Software as a Service
وهنا تحصل على برنامج جاهز للاستخدام عبر الإنترنت، دون الحاجة لتحميله أو تثبيته.
في حالة إمكانية استخدام تقنية الحوسبة السحابية في التعليم الإلكتروني في جامعة القصيم، هذا النوع هو الأكثر استخداماً، مثل برامج معالجة النصوص (Microsoft Word Online)، أو جداول البيانات، أو العروض التقديمية، وغيرها من أدوات Microsoft Live@Edu.
مثال:
الطالبة تفتح متصفحها وتبدأ في تحرير عرض بوربوينت دون تحميل أي برنامج، والملف يُحفظ تلقائياً في السحابة.
تعتمد إمكانية استخدام تقنية الحوسبة السحابية في التعليم الإلكتروني في جامعة القصيم بشكل كبير على هذه الخدمات الثلاث، التي تتيح بيئة مرنة وآمنة ومريحة للطلاب والهيئة التدريسية، فعي توفر موارد قوية دون الحاجة لشراء أو صيانة أي شيء محلياً.
نتائج الدراسة والاستبيانات
بينت نتائج الاستبيانات أن غالبية الطالبات أبدين رضا كبيراً عن إمكانية استخدام تقنية الحوسبة السحابية في التعليم الإلكتروني في جامعة القصيم، واعتبرنها وسيلة فعالة تسهم في تحسين الأداء الأكاديمي وتوفير بيئة تعليمية أكثر مرونة وواقعية، كما أشارت النتائج إلى أن الطالبات استفدن من خدمات التخزين، والبريد الإلكتروني، والمشاركة الفورية بشكل كبير.
أوصت الدراسة بتعميم إمكانية استخدام تقنية الحوسبة السحابية في التعليم الإلكتروني في جامعة القصيم على كافة الكليات، وتوفير دورات تدريبية لأعضاء هيئة التدريس والطالبات، وتطوير مناهج تعليمية إلكترونية متوافقة مع هذه التقنية، إلى جانب إصدار لوائح تنظم وتحمي بيئة التعلم السحابية.
أثبتت الدراسة أن إمكانية استخدام تقنية الحوسبة السحابية في التعليم الإلكتروني في جامعة القصيم ليست مجرد تجربة عابرة بل تمثل بديلاً استراتيجياً واعداً للنهوض بالتعليم الجامعي، لما تحققه من مرونة وتكامل وكفاءة. وتفتح الباب أمام الجامعات السعودية للمضي في طريق التحول الرقمي الشامل وفق أهداف رؤية المملكة 2030، مع الحفاظ على جودة التعليم وفعاليته.
يمكنك تحميل دراسة: إمكانية استخدام تقنية الحوسبة السحابية في التعليم الإلكتروني في جامعة القصيم مباشرةً من هنا.
التعليقات
إضافة تعليق جديد