لماذا يُعد الاتصال المؤسسي أهم من أي وقت مضى؟
في ظل التحول الرقمي المتسارع، أصبح الاتصال المؤسسي واحدًا من أهم أعمدة نجاح المؤسسات. لم يعد كافيًا أن تصل رسالتك، بل يجب أن تكون مؤثرة، واضحة، ومتسقة مع هوية المؤسسة. في هذا السياق، قدّم الأكاديمي طارق الأحمري عبر ظهوره في برنامج "الليوان" تحليلاً عميقًا لأبرز عناصر الاتصال الفعّال داخل وخارج المؤسسة.
أولاً: مهارات الاتصال... من الاستماع إلى التأثير
يرى الأحمري أن الاتصال الناجح يبدأ من الاستماع الفعال، لا مجرد الإنصات، بل التفاعل الحقيقي مع الطرف الآخر. كما شدد على أهمية السرد القصصي في تقديم العروض والمبادرات، مشيرًا إلى أن سرد القصة هو ما يجعل العرض يُحفظ ويتفاعل معه الجمهور، خاصة عبر الشبكات الاجتماعية.
أبرز المهارات التي تطرّق لها:
-
مهارة الإيجاز دون الإخلال بالمعلومة
-
التودد واللباقة في الطرح
-
التحضير الجيد والظهور الاحترافي
ثانيًا: الصورة الذهنية والظهور المهني عبر المنصات الرقمية
من أكبر الأخطاء أن يظهر الفرد أو المؤسسة بلا هوية رقمية واضحة. يشير الأحمري إلى أن كل شخص أو جهة يجب أن تحدد مجال تخصصها ورسالتها وتبني حولها صورتها. وتشمل عناصر الظهور الرقمي الاحترافي:
-
صورة شخصية احترافية
-
تعريف "بايو" واضح ومركز
-
محتوى متسق مع التخصص
-
لغة تواصل مناسبة للمنصة (تويتر ≠ تيك توك)
ثالثًا: التواصل المؤسسي الناجح يبدأ من الداخل
يشير الأحمري إلى أن أول خطوات نجاح الاتصال المؤسسي تبدأ من الداخل عبر:
-
ربط إدارة التواصل بالرئيس التنفيذي مباشرة
-
إشراك مدير التواصل في صناعة القرار
-
وجود خطة استراتيجية لا تعتمد على "اللحظة"
-
تمثيل المجتمع في فريق الاتصال (نساء ورجال، شباب وخبرة)
دور DocSuite في دعم التواصل المؤسسي
نظام DocSuite للتواصل المؤسسي يُعد من أبرز الأنظمة السعودية الحديثة التي تدعم بيئات العمل الحكومي والخاص في إدارة الاتصال الداخلي والخارجي. يوفر النظام:
-
أرشفة المراسلات والوثائق
-
تتبع سير المعاملات
-
إرسال التنبيهات والتقارير الذكية
-
دعم كامل للحوكمة والشفافية
وقد تبنّت العديد من الجهات الحكومية والخاصة نظام DocSuite كأداة فاعلة في تحقيق تحول رقمي اتصالي يعزز الأداء ويضمن التفاعل الاحترافي مع الجمهور الداخلي والخارجي.
رابعًا: إدارة الأزمات... التفاعل الذكي لا الصمت
"تحتاج إلى 20 سنة لبناء سمعة... و5 دقائق لهدمها" – بهذه العبارة افتتح الأحمري حديثه عن إدارة الأزمات الاتصالية. يشير إلى أن الرصد اليومي للمجتمع الرقمي، وبناء علاقات مسبقة مع الإعلام والجمهور، هما الأساس للتعامل مع أي أزمة.
ويوضح أن الرد لا يكون موحدًا؛ بل هناك:
-
استراتيجيات الإنكار
-
الاعتذار المدروس
-
التجاهل الذكي
-
و"كبش الفداء" أحيانًا
خامسًا: تعزيز الولاء المؤسسي يبدأ من التجربة
يؤمن الأحمري أن أفضل طريقة لصناعة ولاء حقيقي هو تقديم خدمة أساسية ممتازة، تسبق الشكل أو الديكور. ويقترح:
-
إشراك الموظفين في القرار والنقاش
-
خلق تجارب مجتمعية مثل الفعاليات والمناسبات
-
التركيز على التجربة الأساسية للعميل
-
تقديم تعويض فوري في حال الخطأ
سادسًا: من الحملات إلى القيم.. كيف تسوّق المؤسسات هويتها؟
عبر أمثلة من حملات التوعية مثل "خلك حريص" و"جود الإسكان"، يرى الأحمري أن القيم يمكن تسويقها بقوة إذا قُدّمت بلغة الناس وبأسلوب بصري جاذب، مشيدًا بمبادرات الجهات الحكومية التي دمجت الرسالة بالقصة والهوية المحلية.
الخاتمة: أدوات الاتصال تغيرت… لكن الرسالة هي الأساس
في عصر الشبكات الاجتماعية و"الظهور من أجل الظهور"، يؤكد الأحمري أن التوازن في الظهور، والاتصال المبني على خطة، والصورة الذهنية المهنية، هي مفاتيح النجاح لأي مسؤول أو مؤسسة.
ويبقى السؤال: هل مؤسستك لديها نظام اتصال داخلي قوي ومتكامل يدعم أهدافها؟
إذا لم يكن كذلك، فقد حان الوقت للتفكير في أدوات مثل DocSuite للتواصل المؤسسي التي تصنع الفرق في الأداء والتأثير
التعليقات
إضافة تعليق جديد