تلخيص كتاب "الحوكمة المؤسسية والشرعية في المصارف الإسلامية"

إعداد:الدكتور سعد الوابل

 

يستعرض كتاب الحوكمة المؤسسية والشرعية في المصارف الإسلامية مفهوم الحوكمة المؤسسية والشرعية في المصارف الإسلامية، باعتبارها مكونًا أساسيًا في عمل هذه المؤسسات، حيث يجمع بين مبادئ الحوكمة العالمية والضوابط الشرعية التي تفرضها أحكام الشريعة الإسلامية.

ويناقش الكاتب الدكتور سعد الوابل ثلاثة محاور رئيسية: الحوكمة في القطاع المصرفي، والحوكمة المؤسسية في المصارف الإسلامية، والحوكمة الشرعية لهذه المصارف.

 

المفهوم العام للحوكمة في القطاع المصرفي

يعرف كتاب الحوكمة المؤسسية والشرعية في المصارف الإسلامية أن الحوكمة المؤسسية تعد إطارًا تنظيميًا يهدف إلى تعزيز الشفافية والمساءلة داخل المؤسسات المالية، ويستند إلى مبادئ أساسية وضعتها منظمات دولية مثل منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OECD) ولجنة بازل.

تتمثل الأهداف الرئيسية للحوكمة في تقليل المخاطر المالية، وضمان استقرار المؤسسات المصرفية، وحماية حقوق المودعين وأصحاب المصالح، وفي هذا السياق، يتناول كتاب الحوكمة المؤسسية والشرعية في المصارف الإسلامية العوامل الداخلية والخارجية التي تؤثر على الحوكمة، مثل دور المساهمين، والهيئات التنظيمية، والإدارة العليا في رسم سياسات البنك وإدارته بفعالية.

 

الحوكمة المؤسسية في المصارف الإسلامية

يبرز كتاب الحوكمة المؤسسية والشرعية في المصارف الإسلامية الفروقات الجوهرية بين المصارف التقليدية والمصارف الإسلامية من حيث هيكل الحوكمة، حيث تعتمد الأخيرة على نظام فريد يجمع بين الأطر المؤسسية الحديثة والأحكام الشرعية، وتشمل مبادئ الحوكمة المؤسسية في المصارف الإسلامية عدة عناصر، منها:

مجالس الإدارة: تتحمل مسؤولية وضع السياسات الاستراتيجية والرقابة على الأداء.

الإدارة التنفيذية: تعمل على تنفيذ الخطط الاستراتيجية بما يتماشى مع الضوابط الشرعية.

أصحاب المصالح: يشمل ذلك العملاء والمساهمين والموظفين الذين يؤثرون ويتأثرون بأداء البنك.

الإفصاح والشفافية: وهو عنصر رئيسي لضمان ثقة العملاء والمستثمرين في البنك، من خلال توفير تقارير مالية دقيقة ومنتظمة.

 

الحوكمة الشرعية في المصارف الإسلامية

تُشكل الحوكمة الشرعية الأساس الذي يميز المصارف الإسلامية عن غيرها من المؤسسات المصرفية التقليدية، حيث تعتمد على وجود هيئة رقابة شرعية تراقب مدى توافق العمليات المصرفية مع مبادئ الشريعة الإسلامية، يناقش كتاب الحوكمة المؤسسية والشرعية في المصارف الإسلامية أهمية هذه الرقابة الشرعية في ضمان الامتثال للأحكام الفقهية، خاصة فيما يتعلق بالعقود المصرفية، مثل المرابحة، والمضاربة، والمشاركة، وتتكون منظومة الحوكمة الشرعية من:

هيئة الرقابة الشرعية: تتألف من مجموعة من الفقهاء المتخصصين في المالية الإسلامية، وتتمثل مهمتهم في إصدار الفتاوى والتوصيات حول المنتجات المصرفية.

التدقيق الشرعي الداخلي: وهو نظام يهدف إلى مراقبة مدى التزام العمليات المصرفية بالقرارات الصادرة عن هيئة الرقابة الشرعية.

المعايير الشرعية الدولية: تستند المصارف الإسلامية إلى معايير وضعها مجلس الخدمات المالية الإسلامية (IFSB) وهيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية (AAOIFI) لضمان الاتساق في تطبيق الأحكام الشرعية.

يُبرز كتاب الحوكمة المؤسسية والشرعية في المصارف الإسلامية الدور الحاسم للحوكمة المؤسسية والشرعية في تعزيز استقرار المصارف الإسلامية، وتحقيق أهدافها المالية والاجتماعية، ويؤكد أن الجمع بين مبادئ الحوكمة الحديثة والضوابط الشرعية يُمثل نموذجًا مصرفيًا متوازنًا يمكن أن يكون أكثر استدامة من الأنظمة المصرفية التقليدية، إذا تم تطبيقه وفقًا لمعايير دقيقة.

 

التحديات التي تواجه الحوكمة الشرعية والمؤسسية

تواجه المصارف الإسلامية مجموعة من التحديات التي قد تؤثر على فاعلية تطبيق الحوكمة، وأبرزها:

التباين في المعايير الشرعية: حيث تختلف الفتاوى المتعلقة بالمعاملات المصرفية بين هيئة شرعية وأخرى، ما يؤدي إلى تفاوت في تطبيق المعايير الشرعية بين المصارف.

ضعف الكوادر المتخصصة: لا تزال الحاجة ماسة إلى المزيد من الخبراء المتخصصين في التمويل الإسلامي، خصوصًا في مجالات التدقيق الشرعي وإدارة المخاطر وفق الضوابط الإسلامية.

الافتقار إلى الأطر القانونية الموحدة: في بعض الدول، لا تزال التشريعات المصرفية لا تتناسب مع طبيعة المصارف الإسلامية، مما يعيق قدرتها على العمل بفعالية ضمن إطار قانوني واضح ومستقر.

التوازن بين الامتثال الشرعي والربحية: تسعى المصارف الإسلامية إلى تحقيق الأرباح مع الالتزام بالضوابط الشرعية، وهو تحدٍّ يتطلب إيجاد حلول مبتكرة لخلق منتجات مالية متوافقة مع الشريعة ومربحة في ذات الوقت.

 

الحلول المقترحة لتعزيز الحوكمة في المصارف الإسلامية

لمواجهة هذه التحديات، يقترح كتاب الحوكمة المؤسسية والشرعية في المصارف الإسلامية عدة حلول يمكن أن تسهم في تطوير الحوكمة الشرعية والمؤسسية في المصارف الإسلامية، ومنها:

تعزيز دور الهيئات الشرعية: من خلال زيادة استقلاليتها، وتطوير آليات موحدة لمراجعة المعاملات المالية وإصدار الفتاوى.

إنشاء معايير شرعية موحدة: التعاون بين المؤسسات المالية الإسلامية والهيئات الدولية لوضع معايير شرعية موحدة يمكن أن يسهم في تقليل التباينات الفقهية، وتعزيز ثقة العملاء والمستثمرين في المصارف الإسلامية.

تطوير برامج تدريبية متخصصة: يمكن للمصارف الاستثمار في تطوير قدرات موظفيها من خلال برامج تدريبية متخصصة في مجالات الحوكمة الشرعية والمالية الإسلامية.

استخدام التكنولوجيا المالية (Fintech): من خلال تبني التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي وتقنيات البلوك تشين لضمان الامتثال الشرعي وتعزيز الكفاءة التشغيلية.

تُعد الحوكمة المؤسسية والشرعية عنصرًا جوهريًا في نجاح واستدامة المصارف الإسلامية، حيث تضمن الشفافية والمساءلة وتعزز ثقة العملاء والمستثمرين، ورغم التحديات التي تواجه هذه المصارف، فإن تطوير الأطر التنظيمية واعتماد حلول مبتكرة يمكن أن يسهم في تحسين الأداء وتحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية وفق مبادئ الشريعة الإسلامية.

يمكنك تحميل كتاب "الحوكمة المؤسسية والشرعية في المصارف الإسلامية" مباشرةً من هنا.