تقرير: الحوسبة السحابية: تجارب عالمية
تقرير صادر عن MIT Technology Review وإنفوسيس كوبالت، نوفمبر 2023
في ظل تسارع عجلة التحول الرقمي عالمياً، أصبحت الحوسبة السحابية: تجارب عالمية أحد أكثر المفاهيم التقنية تداولاً وانتشاراً، لما لها من أثر بالغ في تطوير الأداء المؤسسي وتفعيل الخدمات الإلكترونية وتعزيز كفاءة الإنفاق.
تقدم الوثيقة الصادرة تحت عنوان الحوسبة السحابية: تجارب عالمية منظوراً تحليلياً فريداً يستعرض أبرز التجارب الدولية والمحلية في هذا المجال، وتضع أمامنا خريطة شاملة لفهم البنية السحابية، من حيث البنية التحتية والتحديات، مروراً بالخدمات والأنواع، ووصولاً إلى التوجهات المستقبلية، ولأن الحوسبة السحابية ليست مجرد فكرة تقنية بل هي رؤية استراتيجية، فإن تبنيها لم يعد خياراً بل ضرورة، وهو ما يجعل استيعاب مضامين هذا التقرير واجباً لكل صانع قرار ومخطط تقني.
أنواع وخدمات وفوائد الحوسبة السحابية: تجارب عالمية
يركز تقرير الحوسبة السحابية: تجارب عالمية على تصنيف واضح ودقيق لمكونات هذا النظام، حيث يُبرز الأنواع الأربعة الأساسية: السحابة الخاصة والعامة والهجينة والمجتمعية، ويفصل الخدمات التي تقدمها هذه السحابات بدءاً من البنية التحتية كخدمة (IaaS)، والمنصات كخدمة (PaaS)، والبرمجيات كخدمة (SaaS)، وقواعد البيانات كخدمة (DBaaS)، والحاويات كخدمة (CaaS).
إن تقرير الحوسبة السحابية يوضح كيف توفر هذه الخدمات إمكانيات واسعة من حيث المرونة، وخفض النفقات، واستمرارية الأعمال، والأمان، وقابلية التوسع، وتمكين تقنيات الذكاء الاصطناعي، هذا ما يجعل الحوسبة السحابية: تجارب عالمية أداة فاعلة في بناء منظومات تقنية متقدمة قابلة للتكيف مع الظروف الاقتصادية والميدانية.
عقبات تواجه الحوسبة السحابية: تجارب عالمية والحلول الممكنة
تناقش وثيقة الحوسبة السحابية مجموعة من التحديات التي قد تعيق تطبيق الحلول السحابية بكفاءة، ومن أبرز هذه التحديات: ضعف الوعي الأمني، والاعتماد الكبير على مزودي الخدمة، وقلة الكفاءات المؤهلة، والتكاليف المرتبطة بالبنية التقليدية، وترى الحوسبة السحابية أن التغلب على هذه العقبات يستدعي بناء ثقافة مؤسسية جديدة، تقوم على الوعي، والتدريب، والتدرج في التحول، وتبني حلول مرنة متعددة المزودين.
وبذلك، فإن الحوسبة السحابية لا تكتفي بتشخيص المشاكل، بل تطرح حلولاً قابلة للتطبيق مستندة إلى ممارسات دولية ناجحة، ما يعزز من فاعلية الاعتماد على هذه التقنية الحيوية.
نظرة عالمية: الحوسبة السحابية في أبرز الدول
يستعرض هذا التقرير تجارب 20 دولة من بينها سنغافورة، وفنلندا، والسويد، وألمانيا، والسعودية، حيث احتلت هذه الدول مراكز متقدمة في مؤشر منظومة السحابة العالمي، ركزت سنغافورة على نقل خدماتها إلى سحابات تجارية بالتعاون مع أمازون وجوجل.
أما فنلندا، فقد استثمرت في استخدام السحابة في مشاريع علمية مناخية، وتفوقت السويد في جانب المهارات البشرية، بينما برزت ألمانيا في توفير بيئة تنظيمية مفتوحة المصدر، وتوضح الحوسبة السحابية كيف وظفت هذه الدول البنية التحتية، الأمن السيبراني، رأس المال البشري، وتبني الخدمات السحابية لتحقيق نتائج ملموسة، وتشير الحوسبة السحابية: تجارب عالمية إلى أن النجاح في هذا المجال يرتبط مباشرةً بوضوح السياسات ووجود بنية داعمة للاستثمار في التقنية.
التجربة السعودية في الحوسبة السحابية
تبرز التجربة السعودية كأحد المحاور الأساسية في تقرير الحوسبة السحابية: تجارب عالمية، حيث تسلط الوثيقة الضوء على استراتيجية "السحابة أولاً" التي أطلقتها وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، والتي تهدف إلى تسريع تبني الحوسبة السحابية وتحفيز التحول الرقمي.
وقد أنشأت المملكة بنية تحتية ضخمة بشراكات استراتيجية مع جوجل وأرامكو، وكذلك علي بابا وSTC، ما مكّن من إنشاء أكبر مراكز بيانات إقليمية، وتبرز "ديم" كمنصة حكومية موحدة توفر خدمات سحابية مرنة وآمنة لأكثر من 160 جهة حكومية.
وأكدت الحوسبة السحابية أن المملكة العربية السعودية حققت وفورات مالية بلغت مليار ريال، ودمجت أكثر من 200 مركز بيانات حكومي، ويُعد هذا النجاح دليلاً على جدوى الاستثمار في الحوسبة السحابية: تجارب عالمية كوسيلة لتحقيق أهداف رؤية 2030.
المستقبل في ضوء الحوسبة السحابية: تجارب عالمية
تقدم الوثيقة رؤى استشرافية مدعومة بالبيانات حول مستقبل الحوسبة السحابية، مشيرة إلى أنه بحلول 2026 سيعتمد أكثر من 75% من المؤسسات على الحوسبة السحابية كأساس لعملياتها، وستكون السحابة العامة منصة أساسية لتنفيذ مبادرات الاستدامة البيئية، وتحقيق تحول رقمي شامل.
كما تشير التوقعات إلى أن الإنفاق على تقنيات الحوسبة السحابية سيشكل غالبية ميزانيات تكنولوجيا المعلومات، مدعوماً بتوسع اعتماد الذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات الضخمة، وخدمات التعلم الآلي.
ويرى التقرير أن هذا التحول لن يكون مجرد تطور تقني بل تغيير جذري في الثقافة المؤسسية والإدارية، مما يجعل من تبني السحابة ضرورة استراتيجية وليست رفاهية.
في الختام، لا يمكن إنكار أن الحوسبة السحابية: تجارب عالمية تمثل خلاصة تجارب ونماذج ناجحة يمكن الاستفادة منها محلياً وعالمياً، فهي ليست فقط عرضاً لجهود الحكومات، بل أيضاً مرآة تعكس كيف يمكن توظيف التكنولوجيا لتحقيق كفاءة إدارية، واستدامة مالية، وأمان معلوماتي.
وتدعو الحوسبة السحابية: تجارب عالمية المؤسسات إلى اتخاذ خطوات عملية نحو التغيير، تبدأ من الوعي، وتمر عبر البنية التحتية، وتنتهي بخلق ثقافة مؤسسية مرنة قادرة على التأقلم، إن الاستفادة من الحوسبة السحابية: تجارب عالمية ليست خياراً، بل باتت ضرورة ملحة لكل من يسعى إلى البقاء في قلب المشهد الرقمي الحديث.
يمكنك تحميل تقرير الحوسبة السحابية: تجارب عالمية مباشرةً من هنا.
التعليقات
إضافة تعليق جديد